تسارعت الأحداث في الجزائر بشكل متلاحق لتكشف عن الوجه الخفي والحقيقي للإخوان وفلولهم ببلد لطالما اختبر مرارة الإرهاب، أجندة إرهابية تتقاطع مع تنظيم "القاعدة" الإرهابي، استبطنتها دعوات تحريضية "صريحة" على الفوضى والعنف، وإلحاق الجزائر بركب دول عربية دمرها خراب الإخوان تحت أقنعة الثورات والديمقراطية والحريات "المحرمة" أصلا في أبجديات تيارات الفتنة الدينية.
تنظيم القاعدة دخل على خط التحريض على الفوضى في الجزائر، داعيا إلى ما أسماه "استئناف الحراك الشعبي" بمزاعم "التخلص من بقايا النظام" وإقرار الشريعة الإسلامية"، التنظيم المسمى بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" الذي يقوده الإرهابي من أصول جزائرية أبو عبيدة يوسف العنابي، أصدر بياناً ألمح فيه إلى إمكانية "تنفيذه عمليات إرهابية" بالجزائر، زاعما أنه "أوقف أي نشاط له يمكن أن يستخدمه النظام الجزائري ضد الحراك".
محاولة تموقع تأتي في وقت تشير فيها معطيات ميدانية أمنية إلى أن الجيش الجزائري ومختلف الأجهزة الأمنية "سحقت" فلول التنظيم الإرهابي، وكبدته خسائر فادحة من خلال عمليات عسكرية استباقية وواسعة، جففت منابع تمويله وشلت تحركاته، وحاصرته في المرتفعات الجبلية.
ويأتي بيان التنظيم الإرهابي ليؤكد معلومات جاءت من مصادر أمنية جزائرية، أكدت أن تعيين إرهابي من أصول جزائرية للمرة الثانية على رأس تنظيم القاعدة الإرهابي بالمنطقة، هدفه ضرب استقرار الجزائر، والواضح، وفق مراقبين وخبراء أمنيين، أن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" وجد الفرصة السانحة للكشف عن مخططاته الإرهابية ضد الجزائر، مستغلا الذكرى الثانية للحراك الشعبي التي تحل الاثنين المقبل، للعب على وتر الشعبوية ودغدغة مشاعر الشباب الجزائري الثائر.
إلا أن خبراء أمنيين أكدوا أن التنظيم الإرهابي بات عاجزا، منذ أكثر من عقد، عن استقطاب الشباب الجزائري نحو خطاباته أو صفوفه، وأرجعوا ذلك إلى تجربة الشعب في تسعينيات القرن الماضي مع "خطب رنانة استخدم فيها الدين غطاء لأفكار وأفعال متطرفة وإرهابية"، بقيادة "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية المحظورة، والتي تسببت في مقتل زهاء ربع مليون جزائري، في سياق متصل، كشفت مصادر أمنية جزائرية مطلعة، عن عودة تحرك فلول ما يسمى "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" الإخوانية المحظورة والمعروفة اختصارا بـ"الفيس".
وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت استنفارا لعناصر الجبهة داخل البلاد، خاصة في العاصمة وبعض المحافظات الشرقية والغربية، لتهييج الرأي العام والزج بعناصر متطرفة داخل المظاهرات الشعبية للقيام بأعمال تخريبية.
وكشفت المصادر الأمنية أن الإخواني المدعو علي بلحاج؛ الرأس الثاني في الجبهة الإخوانية المصنفة "تنظيماً إرهابياً" من قبل السلطات الجزائرية، عقد "اجتماعاً سرياً بمنطقة الكاليتوس في العاصمة، حضره قياديون إخوان ينتمون للجبهة الإرهابية من بعض الولايات الشرقية"، ويتهم الجزائريون "بلحاج" بأنه الرأس المدبرة -مع عباسي مدني- لـ"العشرية السوداء" التي شهدت تغول الجماعات الإرهابية وانفلاتاً أمنياً كان الأخطر في تاريخ الجزائر، وسط دعوات بتوقيفه ومحاسبته على أعماله الإرهابية السابقة وتحريضه على العنف.
تحريض "القاعدة" الصريح ومعه التحرك المشبوه لفلول "الفيس" الإرهابي، تزامن في وقت واحد مع دعوات أخرى من "حركة رشاد" الإخوانية المتطرفة (مقرها سويسرا)، والمنبثقة عن "الجبهة الإرهابية للإنقاذ"، ومعظم قيادييها صدرت بحقهم أحكام غيابية بالسجن في الجزئر بتهم تتعلق بالإرهاب، وشرعت الحركة الإخوانية المتطرفة المدعومة والممولة من مخابرات أجنبية، في حشد ذبابها الإلكتروني وخلاياها النائمة في الجزائر، دعت عبرها لإعادة الحراك الشعبي والخروج الاثنين المقبل، وسط تحذيرات رسمية وشعبية من "حراك تخريبي".
وعمدت الآلة الإخوانية إلى تكثيف الشائعات والأخبار المضللة والتشكيك في كل الأحداث والقرارات السياسية وافتعال أخبار كاذبة، خصوصاً عن الجيش الجزائري، ونشر صور وفيديوهات مفبركة وأخرى قديمة عن مظاهرات بالجزائر عام 2019 زعمت بأنها "مظاهرات مليونية لإسقاط النظام الجزائري".
تعليق