بات إخفاق الاستخبارات الخارجية الجزائرية في تقدير الوضع الليبي يسبّب قلقا واسعا داخل المؤسسة العسكرية في الجزائر، ذات الثقل الإستراتيجي في علاقته بالبلد المجاور.
وكشف تقرير إن الوضع الصحي للرئيس عبد المجيد تبون ليس وحده العنصر الذي يثير قلق كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية، بل إن الملف الليبي المعقد يسبب قلقا كثيرا للجنرالات الجزائريين، بسبب تدخل العديد من القوى الأجنبية التي تستحوذ على اهتمام الأطراف الليبية المتصارعة، في هذا البلد المجاور الذي تشترك فيه مع الجزائر بأكثر من 982 كم من الحدود.
والأسوأ من ذلك، وفق التقرير، أن ”التقارير الأخيرة التي أعدتها مديرية التوثيق والأمن الخارجي برئاسة الجنرال بوزيد يوسف، احتوت على العديد من الأخطاء التقديرية التي ضللت الرئيس تبون والقادة العسكريين الآخرين“، موضحا أن وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، أشار مرارا إلى هذه الأخطاء، كما اضطر إلى التدخل بانتظام لتصحيح الوضع، وتزويد تبون وجنرالاته بالمعلومات الحقيقية التي تعكس تطور الصراع الليبي“.
وفي الأسابيع الأخيرة، كان موضوع استبدال الجنرال بوزيد يوسف على جدول الأعمال في الجزائر بعد هذا الأداء الضعيف، لكن مرض تبون وإقامته في الخارج في نهاية المطاف عطلا هذا المشروع في انتظار عودة الرئيس أو إنشاء مركز جديد لصنع القرار في الجزائر العاصمة.
تعليق