رغم فرض الحكومة التركية ضريبة الزلازل، على كلّ العقارات في تركيا، بهدف تحسين البنية التحتية، والإجراءات الوقائية، منذ عام 1999، بعد زلزال مرمرة الكارثي، الذي خلّف 20 ألف قتيل، عدا آلاف المصابين، والخسائر المادية الكبرى.
ولا يبدو أنّ إدارة الرئيس أردوغان تولي هذه المسألة اهتماماً كبيراً، فرغم النموّ الاقتصادي الكبير في عهده، والإمكانيات الكبرى في مجال الإنشاءات، إلا أنّ أردوغان مشغول بتحقيق أحلامه التوسعية، وملاحقة الهوس بالسلطة، بينما يغيب المواطن التركي المعرض للموت في أيّ لحظة، عن دائرة اهتمامه.
ضربت هزة أرضية سواحل تركيا، صباح الجمعة، 30 أكتوبر الماضي، وبلغت قوتها 6.6 درجة على مقياس ريختر، وفق السلطات التركية، وتسبّبت في تدمير مئات المباني، خصوصاً في مقاطعة أزمير التركية، ووصلت الهزّة إلى السواحل اليونانية، وسبّبت موجات تسونامي محدودة التأثير.
وأعادت الكارثة الجدل حول أداء الحكومة إلى المشهد السياسي التركي، واتّهمت المعارضة أردوغان بالفشل في مواجهة الكوارث، وعدم الإصغاء إلى تحذيرات الهيئات المسؤولة، أو الاستثمار في ملف البنية التحتية.
ففي عام 2011، اعترف وزير المالية آنذاك، محمد سيمسك بإنفاق هذه الأموال، معللاً ذلك بأنّها مثل بقية الضرائب، التي تدخل الموازنة العامة، للإنفاق على الخدمات العامة، وقال: “منطق تحصيل الضرائب لإنفاق معين، غير مفضّل في الممارسات الضريبية الدولية”، ويتناقض حديث الوزير مع طبيعة هذه الضريبة، التي فُرضت لهدف محدّد، ولا تطبق في دول العالم الأخرى.
وتغطّي ضريبة الزلازل ؛ تأمين الأبنية تجاه الزلازل، وإنشاء صندوق للأضرار المتوقعة، وبناء بنية تحتية متينة ومقاومة للزلازل، وتطوير الوعي التأميني في المجتمع.
ويشمل التأمين أقسام المنزل الرئيسة؛ من أساسات، وجدران رئيسة وفاصلة والجدران الاستنادية، إضافة للسقوف والأرضيات، وأيضاً الأدراج والمصاعد، في حال حصول زلزال.
وعقب زلزال أكتوبر الماضي، هاجم زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، الرئيس أردوغان، في جلسة البرلمان، بتاريخ الثالث من الشهر الجاري، وأشار إلى أنّ المعارضة التركية حذّرت من خلال البرلمان، 58 مرة، من وقوع الزلازل، في الأعوام العشرة الأخيرة.
وأضاف كليتشدار أوغلو: “قدّمنا 58 اقتراحاً بخصوص الزلزال، ولم يتمّ النظر فيها، ولو لمرة واحدة، السلطة لا تسمع، ومَن يقول من مساكين الشعب أبي مات أو أمي ماتت يقولون له سنعطيك منزلاً”.
وتابع: “رجال العلم قاموا بدورهم، وحذروا مراراً وتكراراً من وقوع زلزال مدمّر في تركيا، لكنّ النظام الحاكم لم يستمع لهم. دعوني أقول إنّ العلماء في بلادنا يتحدثون في واد، والحكومة في وادٍ آخر”.
ووجه سؤاله إلى أردوغان: “هل تريد التحرك قبل الزلزال وكسب حياة الناس، أم دفع ملايين الدولارات لبناء المطارات؟ هذا اختيار سياسي، أسألك أين الأموال التي جمعتها من الشعب؟… نسألك ولا تجيب”.
تعليق