مظاهرات تنظيم الإخوان الإرهابي |
تعرض تنظيم الإخوان الإرهابى إلى ما يشبه حالة حصار عربى، من خلال أحكام قضائية بحظر الجماعة فى أكثر من دولة، إضافة إلى تراجع التنظيم شعبياً وسقوطه فى أكثر من انتخابات، إلى جانب صعود مظاهرات شعبية واسعة ضد حكم الجماعة فى أكثر من دولة، على رأسها مصر وتونس.
وقد باتت محاصرة عربياً، حيث تراجعت شعبيتها فى العديد من الدول العربية، كما صدرت أحكام قضائية بحظرها وتصنيفها إرهابية، كما حدث فى مصر والسعودية، فضلاً عن المظاهرات الواسعة ضد حركة النهضة الإخوانية فى تونس، وخسارة حزب التنمية والعدالة الإخوانى فى انتخابات المغرب التشريعية.
ووسط كل هذا يعانى الإخوان من الانقسامات والانشقاقات، لكن ثمة اختلافاً كبيراً بين الانشقاق التنظيمى والانفصال التنظيمى، والانشقاق فى حد ذاته يرجع لأسباب متعلقة بالخلاف حول إدارة الشئون الداخلية للتنظيم، بينما الانفصال تعود أسبابه إلى التمرد على الأدبيات الفكرية المكونة للمشروع الإخوانى، حيث أن الحالة الأخيرة قليلة نسبياً على مدار التاريخ التنظيمى لجماعة الإخوان.
إن ارتباط جماعة الإخوان بالسلوك الانشقاقى يرجع إلى مجموعة من الأسباب، أهمها أن الجماعة فى حقيقتها تنظيم سرى وليست كياناً سياسياً أو كياناً تحكمه أطر سياسية، ثانيها أن الأدبيات الفكرية للتنظيمات السرية تختلف بشكل كامل عن الأطر الفكرية لجماعات الضغط السياسى، بينما السبب الثالث يتعلق بأن جماعة الإخوان وضعت مجموعة من القيود الصارمة حول فكرة الانتماء التنظيمى والتدرج فى مستوياته الداخلية، فضلاً عن اعتمادها على مبادئ السمع والطاعة والولاء والبراء والانقياد سبيلاً للهيمنة على عقول قواعدها التنظيمية.
شهدت جماعة الإخوان مجموعة من الانشقاقات والانشطارات على المستوى التنظيمى أو على المستوى الفردى، سواء فى "الأردن، البحرين، السودان، الكويت، تونس، المغرب، موريتانيا ولبنان"، وذلك نتيجة الخلافات حول القرارات السياسية أو التنظيمية المتعلقة بمواقف الجماعة ومشروعها فى العمق الإقليمى.
إن انقسام جماعة الإخوان إلى ثلاث جبهات أو كيانات ليس بجديد على الجماعة، فهناك الكثير من الحالات التى سجلت انقسام الجماعة إلى مجموعة من الفروع فى العمق العربى والإقليمى، مثل الأردن التى يوجد بها جماعتان، واحدة منهما رسمية والأخرى تم حلها قضائياً، فضلاً عن وجود عدد من الأحزاب السياسية التى تحمل التوجه الفكرى للجماعة والمنشقة عن إطارها التنظيمى، مثل "حزب الشراكة والإنقاذ" و"حزب المؤتمر الوطنى" و"جبهة العمل الإسلامى".
تعليق