لا تكاد تنتهي أزمة في الساحل الأفريقي حتى تشتعل أخرى كما حدث مؤخرا في تشاد عقب مقتل رئيسها إدريس ديبي، ما يهدد أمن الجزائر.
أزمات تنتقل من منطقة لأخرى بالقارة السمراء ككرة الثلج لتحاصر دولاً، وتزيد من أعبائها الأمنية والعسكرية كما يحدث للجزائر مع محيطها المتأزم والملتهب، وفق ما ذكره الخبير الأمني الجزائري، أحمد كروش.
وفي هذا الإطار، قال كروش إن "الجزائر من بين دول المنطقة التي تخشى من تداعيات ومآلات اغتيال الرئيس التشادي وسط مخاوف من أن يمتد لهيب الجماعات الإرهابية إلى هذا البلد الأفريقي".
وتعيش الجزائر في محيط متأزم وحدود ملتهبة مع ليبيا والنيجر، وازدادت الأمور تعقيدا بعد الانقلاب العسكري في مالي أغسطس الماضي، وهي المنطقة التي تشكل مصدر قلق كبير للجزائر، خصوصاً مع النشاط الإرهابي لـ"داعش" والقاعدة في الشمال المالي المتاخم للحدود الجزائرية.
وأقر الخبير الأمني كروش بخطورة تداعيات اغتيال الرئيس التشادي على أمن الجزائر والمنطقة، مشيرا إلى مخاوف بلاده من احتمالات تدهور الوضع الأمني بهذا البلد الأفريقي وارتداداته على دول المنطقة و"زيادة العبء العسكري على الجيش الجزائري".
كما لفت إلى أن الموقف الجزائري "كان واضحاً ويمكن قراءته في بيان وزارة الخارجية، وفيه نوع من التخوف من طريقة انتقال السلطة "في تشاد" على أساس أن الجزائر تعمل وفق الشرعية الدولية وقرارات الاتحاد الأفريقي".
وأوضح: "معرفة الجزائر والاتحاد الأفريقي الجيدة بمآلات هذه الطرق، وحجم التدخلات الأجنبية في مثل هذه البلدان، وبالتالي فهي تستشرف أن هناك أيادي أخرى قد تعرقل كل الحلول في تشاد أو في المنطقة من أجل الإبقاء على الفوضى ولتُشرع هذه الدول لنفسها البقاء في المنطقة".
الخبير الأمني الجزائري اعتبر أيضا أن اغتيال الرئيس التشادي "هو بمثابة إضافة أزمة جديدة لأزمات المنطقة التي تعاني منها منطقة الساحل".
وختم بالإشارة إلى "أن حالة اللاستقرار ستبقى في هذه المنطقة مادامت هناك جيوش أجنبية موجودة بأراضيها، ومادامت لا توجد مقاربة أممية لمكافحة الإرهاب ولتجريم الفدية ومنع تزويد الجماعات الإرهابية بالأموال الطائلة التي تمكنهم من شراء الأسلحة ومن إنعاش الجريمة المنظمة واستقطاب مجندين جدد، وكلها أمور تخشاها الجزائر وترى فيها عدم استقرار للمنطقة".
تعليق