تجسد ازدياد الخوف من الإسلام في أوروبا في نتائج الاستفتاء الأخيرة حول بناء المآذن، فهل يشير ذلك إلى مشاعر الخوف من المتطرفين ومن سيطرة الإسلام على القارة الأوروبية، أم أنه مجرد خوف من المجهول؟
فمن الواضح أن انتشار الأيديولوجية السلفية في ألمانيا كان له تأثيرٌ كبير على السكان المسلمين المحليين، وآليات هذا الانتشار مختلفة، تتراوح من الإنترنت إلى شبكات التواصل الاجتماعي الشخصية، والكتب المترجمة، وغيرها من المطبوعات، التي تُروِّج للتفسيرات السلفية للمفاهيم الإسلامية، والتي غالبًا ما يتم تضخيمها بترجمات فتاوى لعلماء سعوديين، وقد انتشرت النسخة الجهادية من السلفية في ألمانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وأضافت تحديًا خطيرًا لتأثير المؤسسات الإسلامية الرسمية.
وقد أدى انتشار التشدد بين السكان المسلمين الألمان إلى تشدد مضاد من جانب بقية المجتمع، وخلُصت دراسةٌ أجراها البرلمان الألماني (البوندستاج) إلى أن المشاعر المعادية للمسلمين قد تنامت في ألمانيا، ولا تتعلق فقط بالأزمة الناجمة عن سياسة المستشارة أنجيلا ميركل التي فتحت أبواب الدولة لاستقبال مليون لاجئ؛ معظمهم من المسلمين.
وتقول غالبية واضحة من الألمان، 55.7%، إنها لا تريد مسجدًا في مناطقها، ودعا 70% إلى حظر الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة، وأعرب قرابة ثلث الذين شملهم استطلاع عن عدم رضاهم عن فكرة وجود مسلمين كجيران لهم لذا، يجب أن يبدأ التخفيف من حدة هذا الاستقطاب بالتصدي للمُحرّك الرئيس، أي التحدي الإسلامي في ألمانيا.
تعليق