نستخدم شفاهنا كل يوم، ولكن هل توقفت يوما لتسأل نفسك: لماذا الشفاه شديدة الاحمرار وحساسة جدا وعرضة للجفاف؟، ولماذا تطور البشر ليصبح لديهم شفاه، في حين أن كائنات أخرى تعيش بدونها؟.
وبالفعل قال
نويل كاميرون، أستاذ البيولوجيا البشرية في جامعة لوبورو في المملكة المتحدة، لـ
“لايف ساينس” في رسالة بالبريد الإلكتروني: “الشفاه مهمة بشكل أساسي للأكل،
والتنفس والكلام”.
كما أشار
كاميرون إلى أن الشفاه حساسة. ووفقا لمستشفى جامايكا، تحتوي الشفاه على حوالي
مليون طرف عصبي، وهذا هو سبب تأثرها باللمس والتغيرات في درجات الحرارة ومستويات
الرطوبة.
وأيضا قال
كاميرون: “يشكل جلد الشفة الحدود بين الجلد الخارجي للوجه والغشاء المخاطي الداخلي
للفم من الداخل. ويتم تمثيل الغشاء المخاطي بمساحة كبيرة في القشرة الحسية للدماغ
وبالتالي فهو شديد الحساسية”.
وهذه القدرة
على الحركة الدقيقة – التي توفرها خمس عضلات لرفع الشفة (حركة تصاعدية) وأربع
عضلات لتثبيط الشفاه (الحركة إلى أسفل) – تمكن البشر من التواصل بالطريقة التي
نتعامل بها.
كما قال
كاميرون إن الشفاه ضرورية “للأصوات الساكنة ثنائية الشفتين والشفوية، بالإضافة إلى
تقريب حرف العلة”
ولا يمكن
إنشاء الأصوات ثنائية الرأس إلا من خلال استخدام كلتا الشفتين، بينما تتطلب
الأصوات الشفوية استخدام الشفاه والأسنان.
حيث أضاف
كاميرون أنه بدون استخدام أو تحريك شفتيك، من الصعب للغاية إنشاء بعض الأصوات أو
نطق أحرف معينة: حاول نطق الأحرف M أو W أو B دون استخدام
شفتيك، على سبيل المثال، للحصول على فكرة عن الصعوبات التي يواجهها المتكلمون من
بطنهم.
لكن لماذا تبدو الشفاه كما هي؟، لماذا تكون حمراء جدا، خاصة عند مقارنتها بأجزاء أخرى من الوجه؟.
تعليق