جماعة الإخوان الإرهابية ذات المعتقدات المتطرفة لا تكتفي بالاعتماد على المساجد أو المراكز الثقافية لذرع عناصرها ونشر أفكارها، بل تلجأ أيضا لاستغلال الجامعات واختراق الأوساط الأكاديمية الدولية كساحة خصبة لنشر أفكارها وتدعيم نفوذها من ناحية، وتأليب الرأي العام الدولي للهجوم على منتقدي الإسلام السياسي من جهة أخرى.
وفي هذا الشأن، كشف تقرير حديث نشره موقع "Crime Switzerland" السويسري، عن علاقة جامعة "جورج تاون" الأمريكية بعناصر من جماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي، حيث أفاد التقرير أن الجامعة الأمريكية الشهيرة تعد مشروعا بحثيا تدعم فيه فكرة "الإسلاموفوبيا" أو رهاب الإسلام التي تروجها الجماعة بهدف الظهور على أنهم "ضحايا لعنف وكراهية الأوروبيين" وبالتالي خداع الغرب ونشر خطاب المظلومية.
ويشير الموقع إلى أن هذا البحث يأتي كجزء من مشروع يحمل عنوان "مبادرة الجسر" في جامعة جورج تاون، وهو مشروع بحثي- تعده كلية "إدموند إيه والش" للخدمة الخارجية بالجامعة- حول الإسلاموفوبيا، ويهدف إلى إعداد قائمة بأبرز الأشخاص والمنظمات التي تهاجم جماعات الإسلام السياسي، ويشارك في إعداد هذا البحث السياسي النمساوي فريد حافظ، الذي يواجه اتهامات حول تورطه في الانتماء لجماعة الإخوان وتحقق معه الشرطة في فيينا في الوقت الحالي بموجب هذه الاتهامات.
وذكر الموقع أن العديد من خبراء الإسلام السياسي في أوروبا مدرجون في هذه القائمة، من بينهم، على سبيل المثال: سعيدة كيلر مساهلي، الباحثة التونسية-السويسرية والخبيرة في مكافحة التطرف والإسلاموية، و سوزان شروتر، أستاذة علم الأعراق في فرانكفورت، واصفا هذا المشروع بأنه "حملة قذرة" -على حد تعبيره- ضد منتقدي الإسلام السياسي وخبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا.
وأشار التقرير إلى أن هذه القائمة تثير ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتخلق حالة من الجدل والخلاف بين المسلمين والمجتمعات الأوروبية، بالرغم من أن كلية "إدموند إيه والش" للخدمة الخارجية معروف عنها انها تسعى لمد جسر الحوار بين المسلمين والأديان الأخرى.
تعليق