أكد سياسيون وخبراء جزائريون أن الهجمة الإخوانية الأخيرة على "التيار العلماني لا تخرج عن نطاق النفاق والتجارة الانتخابية.
فقد هاجمت عناصر الإخوان في الآونة الأخيرة أحزابا معارضة صنفتها في خانة "التيار العلماني"، فيما جاءت ردود فعل الجزائريين منتقدة للتنظيم الإرهابي.
وقد أثار حديث الإخواني عبد الرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم"، حول أن "التيار العلماني يريد السيطرة على الحراك الشعبي" واصفا إياه بـ"خطر على البلاد وعملاء لجهات أجنبية" على حد زعمه، موجة سخرية في الأوساط الشعبية بالبلاد، كما ادعى القيادي الإخواني أن"أكبر صفات المنافقين وأخطرها والتي يشترك معهم فيها العلمانيون هو ما يتعلق بكراهية الشريعة الإسلامية ورفضهم لها" وفق زعمه.
المواقف الأخيرة لقيادات الإخوان التقطها الجزائريون بكثير من السخرية والانتقاد، حيث اتهموا جماعة الإخوان بمحاولة "نشر فتنة جديدة داخل المجتمع وخلق تصنيفات جديدة به".
وهاجم جزائريون عبر مواقع التواصل الإخوانيين مقري وجاب الله، متهمين إياهم بالسعي لـ"تقسيم الجزائريين بين علمانيين وإسلاميين"، معربين عن استنكارهم لمحدودية التفكير الإخواني والترويج بأن "مشكل الجزائر الوحيد هو العلمانية"، رغم عدم وجود تيارات علمانية في البلاد.
زبيدة عسول رئيسة حزب "الاتحاد من أجل التغيير والرقي" المعارض وصفت تصريحات جماعة الإخوان الأخيرة بـ"النفاق السياسي"، وأبدت استغرابها من تحذيراتهم التي أكدت بأنها "تنطبق عليهم".
وطالبت عسول بوضع حد لما وصفته بهذه "المهازل غير الأخلاقية للشرع في حد ذاته"، كما اتهمت الإخوان بأنهم "يريدون أن يضعوا أنفسهم وسطاء بين الله والشعب من خلال سجل الدين الذي يستعملونه غطاء لأطماعهم السياسية".
الأكاديمي الجزائري الدكتور محمد بهلول كتب على "فيسبوك"مؤكدا أن مواقفها الإخوان في الجزائر "لا تعدوا كونها قناعاً انتخابياً قديماً لم يعد خفياً عن الجزائريين"، وحذر من تكرار سيناريوهات سابقة عندما استعملت جماعة الإخوان سنوات التسعينيات "كذبة العلمانية" لـ"إقناع الجزائريين بحمل السلاح في وجه إخوانهم وقتلهم كما فعل علي بلحاج الذي خيّر الجزائريين بين الدولة الإسلامية أو الجهاد".
كما أرجع مزاعم الإخوان حول التيار العلماني إلى ما أسماه "حمى الانتخابات التشريعية" التي قال في أحد منشوراته بأنها "تدفع إخوان الجزائر إلى تدوير أسطوانة التطرف العلماني"، حسب زعمهم.
تعليق