تعتبر جماعة الإخوان المسلمين -التي أسسها حسن البنا- واحدة من أقدم التنظيمات الإسلامية في مصر وأكبرها، كما أن لها تأثيرا على الحركات الإسلامية في العالم، وذلك بما تتميز به من ربط عملها السياسي بالعمل الإسلامي الخيري.
وكانت الجماعة تهدف في البداية لنشر القيم الإسلامية والعمل الخيري، إلا أنها سرعان ما انخرطت في العمل السياسي، وخاصة في كفاحها لرفع سيطرة الاستعمار الإنجليزي عن مصر، وتطهيرها من كل أشكال التأثير الغربي عليها، ومع أن الإخوان يقولون إنهم يدعمون مبادئ الديمقراطية، إلا أن أحد أهداف الجماعة التي أعلنتها يتمثل في إقامة دولة تحكمها الشريعة الإسلامية، ويتمثل ذلك أيضا في شعارها الشهير "الإسلام هو الحل"، وقد أغلقت مدرسة الفشل السياسي أبوابها بعد انكشاف أهدافها التخريبية.
الإسلام دين السلام، دين التسامح والحصن الحصين للبشرية، إذا فهمت مراده، وطبقت معاملاته، وابتعدت عن المتاجرة به وكشفت المتاجرين به، الإسلام ليس دين الإخوان، ولا الجهاد، ولا داعش، ولا النصرة، ولا حماس، ولا حزب الله.. الإسلام دين التسامح والإنسانية، أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم ليكون دستورا ومنهجاً أخلاقياً راقياً يتعامل به الخلق فيما بينهم، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
الإسلام لم يكن يوماً ديناً تحتكره جماعة هنا أو هناك أو تنسب له زورا تعصباً وإرهاباً ليس فيه، الإسلام ليس دين حسن البنا، أو سيد قطب، أو الهضيبي، ليس دين القرضاوي، أو أبوبكر البغدادي، ولا محمد مرسي، أوبديع، الإسلام دين البسطاء، والعظماء، أرسل الله به نبيه رحمة للعالمين.
هذه المفاهيم البسيطة في ظاهرها، والعميقة في جوهرها، والممتدة في أثرها، اختطفتها جماعة سمّت نفسها «الإخوان المسلمون» ، ولكنهم في الحقيقة لم يكونوا إخواناً أو مسلمين، وهذا ما أكدته مسيرتهم لمدة 9 عقود مضت، فمنذ 22 مارس 1928 تتردد سيرة الجماعة ملوثة بالدماء وقصص الموت وحماقات وجرائم الإرهابيين لم يكن يتصور أحد أن المدرس الذي كان يعيش في محافظة الإسماعيلية بجمهورية مصر العربية واسمه حسن البنا سيؤسس لكيان تحول خلال العقود الماضية وبمساعدة الدول الغربية لمعول هدم وإرهاب وتدمير للدول باستغلال الدين وفطرة الناس المجبولة على التعلق بالاديان السماوية.
منهج تنظيم الإخوان الإرهابي لايؤمن بشيئ اسمه الوطن لذا سعى للانتشار في الخليج العربي، وعلاقته بالخليج بدأت من السُّعودية،والخطوة الأولى كانت من جانب مؤسس الجماعة ومرشدها الأول، حسن البنا، أثناء حراكه السّياسي في مواسم الحج، حيث التقى الملك عبدالعزيز آل سعود عام (1936) وطلب إنشاء فرع للإخوان المسلمين في السُّعودية، فرفض الملك قائلاً «كلنا مسلمون وكلنا إخوان فليس في دعواك جديد علينا».
«الربيع العربي» أو ما اصطلح عليه بهذا الاسم، جاء ليعيد ترتيب خريطة الدول العربية، ويهدم نظمها بمساعدة الإخوان المسلمين، وتنسيق مسبق ومتزامن مع القوى الغربية، بدءاً من تونس ومروراً بمصر وليبيا واليمن وأخيراً الجزائر والسودان، وإذا ما كانت هناك حسنات لهذا الربيع السيئ فهي حسنة وحيدة ألا وهي أنه كشف هذا التنظيم الإرهابي ومتاجرته بالدين وكفره بنظام الدولة وسعيه للاستيلاء على الحكم أو البقاء فيه مهما كان الثمن.. فشعاره خدمة المرشد والجماعة فوق الدولة، كما قال مهدي عاكف المرشد الأسبق للجماعة « طزفي الدولة».
إن الإخوان أضاعوا كل الفرص للعودة إلى حضن الوطن، بما انتهجوه من عنف وتحريض وتضليل كشفنا من خلال مرصد الإفتاء جوانب كثيرة منه طوال السنوات الماضية، فهم يجنون الآن حصاد ما ارتكبوه من عنف وتحريض ودعوات لا تتوقف لأتباعهم لممارسة الفوضى وهدفهم إسقاط الدولة المصرية، ورغم أن كل محاولاتهم باءت بالفشل إلا أنهم لا يتوقفون عن ممارسة العنف، والدعوة إلى الفوضى، ولذلك فإن عودتهم إلى مسرح الحياة السياسية في مصر، كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في يد المصريين، والشعب المصري الذي لن يسامحهم، ولن يثق فيهم، ولن يسمح لهم بالعودة لممارسة الخداع والتضليل عن قرب من جديد.
تعليق