تعاني تركيا من انهيارات اقتصادية متتالية في ظل انخفاض قيمة الدولار، وفي ظل سياسة التخبط التي تعاني منها الحكومة وغيرها من الأزمات التي أدت لارتفاع نسبة البطالة وتفكير العديد من الشباب التركي في الهجرة خارج البلاد.
وقد فقدت الليرة التركية أكثر من 30% من قيمتها منذ بداية 2020 وحتى أوائل شهر نوفمبر الجاري، وعاودت الارتفاع بنسبة 3% فقط بعد استقالة بيرت ألبيراق وزير المالية التركي وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان، إلا أنها استمرت في الانهيار مرة أخرى.
ودعت ميرا أكشنار زعيمة حزب «الخير» التركي إلى استقالة وزراء حكومة أردوغان، إذ قالت إن استقالة ألبيرق وحده جعلت سعر صرف الدولار يتراجع بنسبة 1 ليرة، متسائلة "كيف سيصبح وضع الليرة إذا استقال كافة وزراء الحكومة التركية؟".
واستشهدت أكشنار على المعاناة الصعبة التي يعيشها الأتراك، بموقف لأحد مالكي المقاهي، موضحةً أنه خلال زيارته للمقاهي، دخل أحد أصحابها في نوبة عصبية خلال حديثه حول عجزه عن توفير مصاريفه اليومية التي يحتاجها أو ما وصفته بـ«قوت يومه».
بلغ عدد الشباب العاطلين الباحثين عن عمل في تركيا نصف مليون شخصًا، حسب تقارير منصبة البحث عن عمل التركية المعتمدة على بيانات هيئة الإحصاء.
وأوضحت وكالة التوظيف التركية، أن عدد الشباب التركي الذي يبلغ عمره ما بين الـ15 والـ34 عاما، ارتفع إلى 541 ألفا خلال العام الجاري، مقابل 454 ألفا خلال 2019، بزيادة 19%.
وكشفت إحصائية تركية أن 90% من الطلاب الذين أنهوا مرحلة الثانوية العامة يفكرون في مغادرة تركيا وإكمال تعليمهم في كليات الخارج، في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعانوها، بالإضافة إلى تراجع مستوى الحريات.
وأوضحت الإحصائية التركية أن 77 من أصل 165 طالبا ممن أنهوا المرحلة الثانوية داخل مدرسة إسطنبول، قدموا على طلبات لإكمال تعليمهم خارج تركيا، بالإضافة إلى إقدام 113 طالبا من أصل 136 داخل كلية «روبرت» التركية على الطلب ذاته.
تعليق