أصبح من المعروف للمجتمع الدولي عموما، وفي أوروبا والوطن العربي على وجه التحديد، أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تندرج تحت تصنيف "الكليشيهات المتخبطة" التي تقدم للشعب التركي المعزول، والتي يجري تحريرها من قبل مستشاريه، بصورة متعجلة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خلال السقوط السريع، الذي تشهده تركيا، سواء من النواحي السياسية أو العسكرية أو الإقتصادية، بسبب مغامرات نفس المستشارين وإقتراحاتهم للتهجم على الخليج أو محاولة إحتلال سوريا وليبيا والعراق، والتي منيت جميعا بالفشل الذريع.
لم يعد يخفي على أحد أن تصريحات أردوغان الأخيرة، خلال زيارته لقطر وأثناء مصادقة البرلمان التركي على تمديد إرسال القوات العسكرية التركية إلى سوريا والعراق لإجراء عمليات عسكرية لملاحقة الإرهابيين لمدة عام، والتي قال فيها " أن التواجد العسكري لتركيا في قطر، يخدم الاستقرار والسلام في منطقة الخليج، وإنه يجب ألا ينزعج أحد من تواجد تركيا وجنودها في الخليج، باستثناء الأطراف الساعية لنشر الفوضى"، أن هذه التصريحات الإستفزازية فقط، كباقي بيانات أردوغان وتصريحاته، هي “كليشه أردوغانية متخبطة”، ليس لها أي أثر في الواقع، لكن يكتبها المستشارون، لإجبار القيادة القطرية، على دفع "الأتاوة" المتوقعة، لإنقاذ الإقتصاد التركي الذي يحتضر، بسقوط الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها التاريخية.
لا يهم ما تقوله قناة الجزيرة أو إعلام القيادة القطرية للدفاع أو الترويج لتصريحات أردوغان حول الوجود العسكري التركي في قطر، فالمسألة ليست حرب تصريحات وردود، ولذلك فهي ليست حربا إعلامية، ما يهم فعلا هو الرأي الواقعي العالمي الذي يدرك بوضوح أن الجيش التركي في قطر، قد جاء فقط لحماية النظام القطري المتهالك الهش، وليس لحماية الشعب القطري، فهذا الأخير، هو جزء من النسيج الإجتماعي الخليجي والعربي، الذي لا يحتاج حماية من القوات العثمانية أو الفارسية، وأن الشعب القطري محمي عرفيا وشعبيا وإنسانيا، بإعتباره ركن أساسي من أركان البيت الخليجي، ولن تسمح أي من قيادات الخليج، وعلى رأسها قيادات السعودية والإمارات، المساس بالشعب القطري الشقيق، تحت أي ظرف وأية كليشيهات يكتبها المستشارون.
تعليق