للمرة الثانية.. يعود فايز السراج رئيس ما يعرف بـ"حكومة الوفاق" الليبية غير الدستورية إلى طرابلس بـ"خفي حنين" من ثاني زيارة له إلى الجزائر، بل محملة هذه المرة بموقف صريح وصارم من الدولة الجارة.
فقد أكدت الجزائر على رفضها المطلق للتدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا، وشددت على ضرورة الحل السياسي في جارتها الشرقية، وهي المواقف "المتعارضة" مع سياسات ميليشيات السراج، التي يقول الخبراء إنها رهنت قراراتها لأجندة وأطماع النظام التركي.
وفي الوقت الذي غادر فيه السراج، السبت، الجزائر دون أن الإدلاء بتصريح أو إصدار بيان، أعلنت الجزائر، السبت، بأنها تكثف جهودها لاستئناف الحوار بين الفرقاء الليبيين وحل أزمة هذا البلد العربي بالطرق السلمية، وجددت رفضها الكامل للتدخلات العسكرية الأجنبية.
وأصدرت الرئاسة الجزائرية بياناً، اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، كشفت فيه عن سبب زيارة السراج، وذكرت بأنها "تدخل في إطار الجهود المكثفة المتواصلة التي تبذلها الجزائر من أجل استئناف الحوار بين الأشقاء الليبيين لإيجاد حل سياسي للأزمة".
وشدد البيان على أن الحل السياسي "يكون قائماً على احترام إرادة الشعب الشقيق وضمان وحدته الترابية وسيادته الوطنية، بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية".
ويتضح من البيان- وفق المراقبين- أن الجزائر أكدت للسراج ومن ورائه تركيا "رفضها لسياسة الأمر الواقع التي يحاولان فرضها على الليبيين ودول المنطقة كمعادلة ثابتة يجب الرضوخ أمامها"، على خلفية ما يروجون له لـ"انتصارات ميدانية".
وأشار خبراء جزائريون في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بأن موقف بلادهم الرافض للتدخلات العسكرية في ليبيا وعلى رأسها التركي بقي ثابتاً، لكن المتغير في الزيارة الثانية للسراج (الأولى في يناير الماضي) هو "جهر الجزائر برفضها استقواء حكومته بأنقرة وميليشياتها من المرتزقة وإرهابيي داعش".
وتأتي زيارة السراج بعد أسبوع من زيارة المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي إلى الجزائر، ولقائه الرئيس عبد المجيد تبون، في زيارة هي الأولى له منذ 2016، وحظيت باهتمام رسمي كبير.
وكشف رئيس مجلس النواب الليبي عن اتفاقه مع الرئيس الجزائري على تكثيف مشاوراته وتنسيقه مع مصر وتونس لإيجاد حل سلمي للأزمة.
ونوه بأن الرئيس الجزائري أبلغه "بسعيه مع أشقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتونسي قيس سعيد لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية".
وجدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون موقف بلاده "الثابت الداعي إلى الحوار بين الأشقاء الليبيين من أجل الوصول إلى حل سياسي باعتباره السبيل الوحيد الكفيل بضمان سيادة الدولة الليبية ووحدتها ترابه، بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية".
وفي مقابلة تلفزيونية مع وسائل إعلام محلية، منتصف الشهر الحالي، انتقد الرئيس الجزائري عدم التزام أطراف إقليمية متورطة في الأزمة الليبية بمخرجات مؤتمر برلين، واتهمها بـ"إغراق ليبيا بكميات كبيرة من الأسلحة"، وحذر من انتقال السيناريو السوري إلى ليبيا.
وكشف بأن "دولة لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر برلين يمنع تدفق الأسلحة والمرتزقة، لكن هناك دولة أرسلت بعد شهر 3400 طن من الأسلحة إلى ليبيا" في تلميح لتركيا التي أغرقت ليبيا بالمرتزقة والإرهابيين.
وللمرة الأولى، وجه الرئيس الجزائري اتهامات ضمنية لتركيا بـ"نقل السيناريو السوري إلى ليبيا"، داعيا الأطراف الخارجية المتصارعة هناك إلى "ترك حل الأزمة لجيرانها".
تعليق