وتسلط قصة الشقيقين الضوء على ظاهرة الأجانب الذين فضلوا الجزائر، واختاروها وطنا لهم حتى آخر يوم في حياتهم.
ولإيفات مايو، التي توفيت عن عمر 94 عاما في مستشفى مصطفى باشا بالجزائر العاصمة، خصوصية أكبر، فهي من ضمن مئات الأوروبيين الذين آمنوا بـثورة نوفمبر عام 1954 التي قادت إلى تحرير الجزائر.
الحب والفن والجزائر
من جهة أخرى، تتمحور علاقة الحب التي جمعت الأجانب بالجزائر في الفن، فمثلا الفنانة الروسية ماجدولين زفرش واحدة من هؤلاء الذين عشقوا الجزائر، ولا تزال تشعر بحب البقاء في البلد الذي قضت به حتى الآن 13 سنة.
وتقول ماجدولين في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية": "أصبحت أشعر أنني جزائرية. في البداية كنت خائفة، لكن ما أحس به الآن أن هناك أشياء ثمينة في هذا البلد".
وأضافت: "أنا كفنانة تشكيلية وجدت حياة مبهجة، سواء من الطبيعة الباهرة أو شخصية الرجل الجزائري الذي يتمتع بالترحيب والشهامة، لا يشعرك أنك أجنبي بل ابن البلد".
وتفسر الفنانة الروسية أسباب عشقها للجزائر: "رغم أن أولادي غادروا الجزائر في اتجاهات مختلفة، وزوجي سافر للعمل، فإنني فضلت البقاء، وقد خصصت وقتي لمساعدة مرضى السرطان والرسم وتعليم رياضة الغطس".
وتحيلنا قصة ماجدولين إلى حكاية الرسام الفرنسي العالمي إيتيان ديني (1861-1929)، الذي عشق الصحراء الجزائرية وتحول إلى حلقة مهمة بين شمال وجنوب البحر المتوسط.
تخلى ابن مدينة باريس عن كل الامتيازات التي كان يتمتع بها بحكم أنه ينحدر لعائلة برجوازية، وقرر الاستقرار في بوسعادة (تحولت إلى ولاية في التقسيم الإداري الجديد)، وهي المدينة التي يقول عنها إيتيان: "زرتها فسحرت بجمالها، وأعجبت بشعبها وبأخلاقه الطيبة، فآثرت العيش فيها على فرنسا".
تعليق