الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

meriam

نهاية إخوان الجزائر .. خروج الأرواح الشريرة

meriam بتاريخ عدد التعليقات : 0

 


لم يكن 2020 كبقية الأعوام، حيث يقول المراقبون إنه العام الذي لم ينفعهم فيه سحرهم وشعوذتهم، ولا أموالهم المبيضة، ولا ولائهم لتركيا وقطر أو الدوائر الفرنسية المشبوهة، ولا مغازلتهم لتبون أو الشعب تارة، ولا نظام القمار السياسي الممثل في "الكوتة"، فقد باتت أوراقاً محروقة ومكشوفة لدى الجزائريين وسلطتهم.


لا يختلف جزائريان على أن 2020 كان بمثابة عام نحس على الإخوان بداية من دستور كتب نهاية أحلامهم وإصلاحات سياسية سرعت من زعزعة وضعهم، فمنذ نحو عامين، وإخوان الجزائر يبدعون في أداء رقصات "خروج الأرواح الشريرة"، من رقصة الديك المذبوح في 2019، إلى رقصة "المنتوف ريشه" في 2020، وسط توقعات بألا يبقى منه إلا أرجل عرجاء عارية.


هكذا تعددت رقصاتهم لنهاية مرتقبة واحدة، حيث كان ثاني أسوأ عام في تاريخهم المثقل برقصات النفاق والتضليل والكذب، بعد عام الحراك الشعبي الذي أصدر حكمه النهائي ضدهم "بلفظهم ورفض أي دور لهم"، رغم محاولات الغزل للرئيس الجديد عبدالمجيد تبون، وإيهام الداخل والخارج أن هناك "تقارباً" مع الرئاسة تمهيداً لدخول ذات القصر "حاكمين".


لكن شاءت الأقدار أن ينطبق عليهم المثل القائل "العام يبين من خريفه"، فبات واضحا أن عام 2020 بداية نهاية إخوان الجزائر عندما قاطع نحو 18 مليون ناخب دعواتهم للتصويت بـ"لا" على الدستور.


بعد إعلان الرئيس الجزائري بدء مشاورات مع الطبقة السياسية لإعداد دستور جديد للبلاد، سال لعاب الإخوان، واعتبروها فرصة لا تعوض لكسب ود خليفة بوتفليقة، تمدد بقاءهم ولعلها تزيد امتيازاتهم.


اعتقد الإخوان أن تبون "قليل الخبرة السياسية" مقارنة ببوتفليقة، يسهل سحره بخطابات النفاق الديني والسياسي والديمقراطي، لكن السحر انقلب على الساحر وفق تعليقات الجزائريين عبر منصات التواصل.


هرولة جماعتي الإخوانيين عبدالرزاق مقري وعبدالله جاب الله إلى مقر الرئاسة للقاء تبون، أنهت ما تبقى لتياري "حركة مجتمع السلم" و"جبهة العدالة والتنمية" من ماء الوجه للتكفير عن أخطاء "لا يغفرها لا القانون ولا الشرع" وفق المراقبين.


لم يكن ذلك إلا ماء قذراً تعوّد إخوان الجزائر على غسل وجوههم ومواقفهم به، فزاد تأكد الجزائريين من أن تلك الجماعة "لا مبدأ ولا ميثاق لها"، إلا تحقيق مصالحها بأي ثمن أو طريقة كانت.


لكن الدستور الجديد أبعد المدرسة والجامعة والمساجد عن الحسابات السياسية والأيديولوجية، وحرّم أي نشاط جمعوي بتمويل خارجي أو لأهداف سياسية، ودسترة الفساد بكل أنواعه بما فيه الخيانة والعمالة للخارج، وكلها كانت ضربة موجعة لجماعة إخوان الجزائر، فقد كانت سلاحهم الدائم في اختراق المجتمع وشراء ذمم المستضعفين منهم اجتماعياً أو فكرياً.


صدمة إخوان الجزائر زادت بعد أن شرح الرئيس عبدالمجيد تبون مقصده من مصطلح "أخلقة الحياة السياسية"، عندما تحدث في سابقة هي الأولى من نوعها عن اعتزامه إنهاء العمل بنظام المحاصصة السري المعروف في الجزائر بتسمية "نظام الكوتة".


نظام استفاد منه الإخوان طوال 3 عقود، منح لهم مكانة سياسية تتجاوز حجمهم وحقيقتهم في المشهد السياسي، عبر البرلمان والمجالس المحلية.


تبين منذ 2019، أن "خد الإخوان له قابلية رهيبة للصفع"، كونهم لم يتقبلوا رفض ملايين الجزائريين لهم في الشوارع من خلال حراكهم الذي أنهى حكم بوتفليقة، وطالب برحيل كل من سار في فلكه أو في فلك النظام الذي حكم البلاد طوال أكثر من 30 سنة.


غير أن صفعة الدستور وإعلان تبون اعتزامه تعديل قانون الانتخاب لإنهاء "وصاية الإخوان عبر الكوتة" جعلتهم يكشفون عن وجههم الحقيقي، خصوصاً بعد رفض كل مقترحات التعديل التي وردت منهم، وإن ركزت في معظمها على المواد  المتعلقة بالحكم دون غيرها من المواد التي أثارت الجدل في الشارع الجزائري.


وسارع الإخوانيان جاب الله ومقري لإقناع الجزائريين بإسقاط الدستور برواية "المخاطر"، لكنهما لم يجرؤا على قول الحقيقة لأبناء بلادهما، عن أي مخاطر يتحدثان، وإن كانت على الوطن أم على مصالحهما ووجودهما.


عويل الإخوان لم يكن إلا من مكان مظلم لهم ومضيء للجزائريين، إذ قابلوا حملاتهم الموازية لإسقاط الدستور بكثير من السخرية والأهم بوعي غير مسبوق لنفاقهم وكذبهم وفق تعليقاتهم عبر منصات التواصل .


لم يخجل إخوان الجزائر في 2020 من دعم الغزو التركي لليبيا صراحة والترويج لمخططاتها المشبوهة ضد المنطقة، رغم تعارض ذلك مع مواقف الجزائر الرسمية وسياساتها الخارجية، موقفها تحديداً من الأزمة الليبية الرافض للتدخلات العسكرية الأجنبية.


وعلانية دعا "مقري" رئيس ما يعرف بـ"مجتمع السلم" الرئيس الجزائري لما أسماه "التحالف مع تركيا وإيران وقطر"، ليفضح بذلك علاقة الحركة الإخوانية المشبوهة بنظام رجب طيب أردوغان وبأنها "خنجر تركي مسموم في خاصرة الجزائر".


قابل الجزائريون مواقف الإخوان باستياء وغضب كبيرين، واعتبروا أنهم مجرد "اتباع لأرودغان وأجنداته الشيطانية"، وساهمت تلك المواقف، في عزل جماعة إخوان الجزائر داخلياً، وأكدت مرة أخرى ولائهم المطلق للتنظيم الدولي على حساب بلد المليون ونصف المليون شهيد.

نهاية إخوان الجزائر .. خروج الأرواح الشريرة
تقييمات المشاركة : نهاية إخوان الجزائر .. خروج الأرواح الشريرة 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق