الفضاء الواسع |
يمتلئ الفضاء الواسع بالعديد من الروائع التى تلهم المصورين من مختلف أنحاء العالم لالتقاط صور تذهل كل من يراها، وبالفعل تمكن المصور الفلكى الكويتى عبد الله الحربي من التقاط صورة مذهلة لسديم يحيط بنجم من نجوم "وولف - رايت"، فى صحراء السالمى بالكويت.
ويسعى الحربي إلى تسليط الضوء على مجال التصوير الفلكي ونشر الوعى الفلكى بالمجتمع الكويتى، وتشجيع الأفراد على خوض تجربته، لجعل دولة الكويت منارة لهواة التصوير الفلكى.
ويشير الحربي إلى الاعتقاد السائد بأن ظاهرة التلوث الضوئي بالمدن تعد عائقًا رادعًا لهواة رصد الفلك والتصوير الفلكي، وتحول دون مشاهدة وتصوير الأجرام الخافتة نسبيا، مثل سدم "وولف-رايت" وغيره من الأجرام السماوية، مؤكدًا أنه اعتقاد خاطئ.
ولم يكن من السهل التقاط مثل هذه الصورة، إذ أن حربي استطاع الخروج بهذه النتيجة بعد نحو 10 أيام من التصوير، ويشرح: "استغرقت مدة التصوير 10 أيام، وقد قمت خلالها بتصوير قرابة الـ20 ساعة كمجموع بيانات، واخترت منها أفضل وأوضح 8 ساعات".
ومشهد هذه الفقاعة الغازية، الذي تشكل بفعل الرياح النجمية التي حركت الغاز المنبعث من الغلاف الجوي المحيط بنجمة "WR 134"، يتذكره الحربي قائلاً إنه "كان خافتًا للغاية بمعالم تكاد تكون مخفية، وهو تحدٍ يشكلّه التصوير بالمناطق الملوثة ضوئياً".
يرى المصور الكويتي هذا المشهد الفلكي كالعين بتفاصيلها
ورغم ذلك، يشير الحربي إلى أن بعض التكتلات الغازية في السديم كانت ظاهرة بشكل مذهل، وبالتحديد بقايا المستعر الأعظم، والذي كان واضحًا بشكل مبهر في نطاق غاز الهيدروجين.
ويرى المصور الكويتي هذا المشهد الفلكي كالعين بتفاصيلها، من الحدقة إلى الحاجب، وكأنها تحدّق بنا من السماء، لذلك أطلق عليها اسم "عين السماء".
نجوم وولف رايت نادرة للغايه
وإلى جانب أشكالها الجميلة والغريبة، تُعد نجوم "وولف - رايت" نادرة للغاية، وقد سميت نسبة لعالمى الفلك الفرنسيين تشارلز وولف وجورج رايت، اللذين قاما باكتشافها بمرصد باريس عام 1867، ويعرف العالم 500 فقط من هذا النوع بمجرة درب التبانة، بالإضافة إلى بضع مئات في المجرات المحيطة، حسبما ذكره موقع "earthsky".
ولفت الحربي إلى أنه من أجل توثيق مثل هذه اللقطات للسدم، يقوم بالاستعانة بمعدات مخصصة للتصوير الفلكي، مثل الكاميرا الفلكية وجهاز المتتبع الاستوائى الذى يعاكس حركة دوران الكرة الأرضية ليسمح بتصوير السدم لساعات طويلة من دون أن يحصل انسحاب فى النجوم.
تعليق